سلسلة مقالات

قطاعات العمل في مجال الطاقة المتجددة (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المقال هو أول مقال من سلسلة مقالات قطاعات العمل في مجال الطاقة المتجددة.

موضوع هذا المقال هو تعديد قطاعات العمل في مجال الطاقة الشمسية و إعطاء تعريف بسيط عن كل قطاع عمل ، وإن شاء الله تعالى تليها المقالات القادمة موضحة بصورة أكثر تفصيلا كل قطاع ومقوماته وتداخله وعلاقته بالقطاعات الاخرى وتاثيراته عليهم.

ربما يتسأل البعض أن عنوان المقال قطاعات العمل في مجال الطاقة المتجددة لكننا عندما تحدثنا عن موضوع المقال ذكرنا مجال الطاقة الشمسية وليس مجال الطاقة المتجددة ، والسبب هو أن مجال الطاقة الشمسية هو مجال فرعي أصيل وأكثر أنتشاراً من بقية أنواع الطاقة المتجددة وما سوف نتحذث عنه في مجال الطاقة الشمسية يمكن تعميمه على بقية أنواع الطاقة المتجددة.

كذلك أول ما يتبادر الى أذهان الناس عندما نتحدث عن موضوع عنوانه الطاقة الشمسية هو ألواح الطاقة الشمسية، وهنا لا ننكر أهمية الألواح الشمسية بل هي العمود الفقري للطاقة الشمسية لكن هي فقط معدة واحدة فقط لايمكن الإعتماد عليها وحدها في توليد الطاقة الكهربائية بل تحتاج الى أن يتم تصميمها ضمن نظام متكامل وتركيبها بصورة صحيحة وتوصيلها مع معدات أخرى حتى تكون قادرة على توليد الطاقة الكهربائية التي يمكن الإستفادة منها.

هذه الفائدة قد تكون بصورة مباشرة عن طريقة تركيب الطاقة الكهربائية المنتجة من النظام الشمسي وتخفيض تكلفة فواتير الكهرباء في حال إستخدام الأنظمة المتصلة بالشبكة ، أو تقليل تكلفة الوقود أو التخلص منه تماماً ومن المولدات الكهربائية التي تستخدم الوقود الأحفوري في حال قمنا بتركيب الأنظمة الشمسية الهجين أو المنفصلة عن الشبكة. وهذه فوائد ذاتية مباشرة قد تكون على مستوى الأفراد أو المنشأت كالقطاع السكني ، التجاري ، والصناعي وغيرها ، هنالك فوائد غير مباشرة هي ناتجة عن تصنيع مكونات ومعدات النظام الشمسي والتجارة فيها والتصميم والتركيب والتشغيل والصيانة والتمويل والتطوير الإستثمار.

كما هناك فوائد قومية كتقليل البصمة الكربونية للدول وزيادة الإقتصاد غير النفطي وبما في ذلك جذب روؤس الأموال للإستثمار في هذا المجال وخلق فرص عمل للمواطنين إلخ.

كل ما ذكرناه في الفقرة السابقة من فوائد لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية يمكن جنيها وتحقيقها من خلال قطاعات العمل في مجال الطاقة الشمسية نحتاج بشدة أن تعرف عليها وسوف نتطرق لها كما يلي :

١- القطاع الصناعي

٢- القطاع التجاري

٣- قطاع الإستشارات

٤- قطاع المقاولات

٥- قطاع التشغيل والصيانة

٦ -قطاع التطوير والإستثمار

٧ -قطاع التمويل

القطاعات أعلاه متسلسلة من مستوى مكونات ومعدات الطاقة الشمسية وتتسلسل حتى تصل الى مستوى الأنظمة الطاقة الشمسية القادرة على توليد الطاقة الكهربائية التى يمكن الإستفادة منها ليس كمعدات فقط بل كتصميم وتركيب وتشغيل وصيانة وتمويل وتطوير وإستثمار وضمانات.

قبل الدخول في تعريف القطاعات التي سبق ذكرها يجب أن نعرف ما تعنيه عبارة معدات ومكونات نظام الطاقة الشمسية ، وتعني الألواح الشمسية و العواكس وكابلات الطاقة الشمسية والهياكل أو الحوامل المعدنية التي تركب عليها الألواح الشمسية والحفاظ على زاوية الميلان المطلوبة.

أول قطاع سوف نتحدث عنه حسب التسلل أعلاه هو القطاع الصناعي وهو قطاع صناعة معدات ومكونات نظام الطاقة الشمسية ، يُعنَى هذا القطاع بصناعة المواد الخام والمواد الأولية التي تدخل في تصنيع المعدات الطاقة الشمسية النهائية (كمثال صناعة إستخراج مادة سيليكون المستخدم في صناعة الخلايا والألواح الشمسية) كما يشمل تصنيع المعدات الطاقة الشمسية النهائية (كصناعة ألواح الطاقة الشمسية مثلاً) وكذلك تجميع حلول الطاقة الشمسية الجاهزة للإستخدام.

القطاع التجاري هو القطاع الأكثر شيوعاً وضوحاً وهو يلي القطاع الصناعي في الأهمية وهو مجال توزيع وتوريد وبيع معدات ومكونات الطاقة الشمسية وهنا سوف نخص في حديثنا عن هذا القطاع عن كيفية إختيار المعدات ذات الجودة ، خدمات ما قبل البيع وبعد البيع ، ومقومات هذا القطاع.

حسب إعتقادي أن ثالث قطاع يأتي في الأهمية بعد القطاع التجاري هو قطاع الإستشارات الهندسية ، هذا القطاع مهم جداً في الدول التي لديها تشريعات وتنظيمات لربط أنظمة الطاقة الشمسية أما في بعض الدول فهو مختزل وخصوصاً عند تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المنفصلة عن الشبكة. هذا القطاع يُعنَى مهمتين ، الأولى هي تصميم النظام الشمسي والثاني قسم مراجعة التصميم والموافقة عليه وقد تكون هنالك مهمة ثالثة وهي التأكد من أن النظام قد تم تركيبه وإختباره بالصورة المطلوبة.

قطاع المقاولات والتركيب أو الهندسة والمشتروات والتركيب من أهم القطاعات ويحوي بداخله ثلاث قطاعات فرعية هي الهندسة أو التصميم ، المشتريات ، التركيب والإختبار والتشغيل الأولي.

القطاع المكمل لقطاع المقاولات هو قطاع التشغيل والصيانة التي يختص بتشغيل ومراقبة أداء النظام وتنظيف الألواح الشمسية وباقي المعدات بصورة دورية وإصدار تقارير دورية عن الصيانة الوقائية والتصحيحة.

كل القطاعات السابقة تخدم العميل المباشر في حالة أن العميل يود تغطية تكلفة النظام كاملاً ومِن ثَم يسترجع تكلفة النظام في مدة زمنية معينة وبعدها يستمتع بما تبقي على شكل خدمة كهرباء مجانية .

ما الحل هذا كان العميل يحتاج إلى كهرباء بسعر مخفض ولكن لأسباب معينة لا يريد تمويلها لنقل لديه بعض الأولوية أو لديه بعض القصور التقني أوعدم وجود قسم هندسي في المنشأة مثلاً؟

هنا يأتي دور القطاع السادس وهو قطاع التطوير والإستثمار الذي يقوم المطور فيه بالإستثمار في تركيب نظام الطاقة الشمسي وبيع الكهرباء المنتجة من النظام الشمسي للعميل بسعر أقل من سعر الكهرباء من الشبكة القومية مستخدماً المساحة المتوفرة من منشاة العميل المتاحة كسطح المباني مثلاً في تركيب النظام.

هذا القطاع معقد ويحتاج كل مشروع تحت التطوير إلى دراسات شاملة ودقيقة من دراسات هندسية ومالية وإدارة مشروع وغيرها.

القطاع الأخير هو قطاع التمويل ، كان بإمكاننا أن نقدم في الذكر قطاع التمويل على قطاع التطوير والإستثمار ، ولكن بما أن قطاع التمويل أشمل ويخدم جميع القطاعات السابقة فكان من الأفضل تأخيره ، فالبنوك والمؤسسات المالية هي التي تقوم بتمويل حسب رغبة العملاء من قطاع التصنيع أو الصناعي ، القطاع التجاري ، القطاع الإستشاري ، قطاع المقاولات ، قطاع التشغيل والصيانة ، قطاع التطوير والإستثمار وحتى قطاع المستفيدين المباشرين.

من خلال هذا المقال قد قمنا بتعديد وإعطاء تعريف مبسط لكل قطاع من قطاعات العمل في مجال الطاقة الشمسية كمجال فرعي مهم من مجالات الطاقة المتجددة بصورة متسلسلة حتى يعيها القارئ ولكن ما الغرض من سرد هذا الموضوع أصلا؟
الغرض نرجعه الى باب العلم بالشئ فمثلاً إذا كنت من المهتمين بهذا المجال أو تود تركيب نظام طاقة شمسي بسيط  لابد أن تعلم أي هذه القطاعات يجب أن تقصده ليخدمك. أما إذا كنت موظف ، مهندساً مثلاً أو محاسباً ، مديراً للمشاريع أو غيرها من الوظائف وتريد تغيير مسارك المهني إلى الطاقة الشمسية أو المتجددة أو من حديثي التخرج وتريد أن تبدأ مسارك المهني في مجال الطاقة الشمسية فأي قطاع تختار وكذلك إذا كنت رائد أو رجل أعمال وتريد أن تستثمر في هذا المجال.
ولا ننسى هنا طلاب الجامعات المهتمين بهذا المجال ، فمن الجيد أن تتدرك هذه المعلومات مبكراً لتختار مسارك المهني بعناية في وقت مبكر.

خلال المقالات القادمة من هذه السلسلة سوف نتحدث عن كل قطاع ، أهميته ، مهامه ، تحدياته و أهم مقومات النجاح فيه ، ثم سنتطرق إلى دراسة علاقات هذه القطاعات مع بعضها البعض في سلسلة أخري بإذن الله تعالى.

م. الشيخ كمال

سوداني الجنسية ، ولد عام ١٩٩١م. مهندس حاصل درجة البكالريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية ، ذو خبرة إدارية في مجال الطاقة المتجددة في قطاعات تطوير الأعمال، البحث والتطوير، المبيعات والتسويق، وإدارة حسابات العملاء، المناقصات، المقاولات، المشتريات، إدارة المشاريع ،التفاوض وإقفال الصفقات ، تطوير مشاريع الطاقة الشمسية، الإستثمار، فحص الجودة، تجربة العملاء ، التوظيف والتدريب، وغيرها. يمتلك المؤلف المهارات الكافية في القيادة والإدارة والتفاوض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى